فصل: الآية ‏(28‏)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  الآية ‏(‏18 - 19‏)‏‏.‏

- أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏قال اخرج منها مذءوما‏}‏ قال‏:‏ ملوما ‏{‏مدحورا‏}‏ قال‏:‏ مقيتا‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏مذءوما‏}‏ قال‏:‏ مذموما ‏{‏مدحورا‏}‏ قال‏:‏ منفيا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏مذءوما‏}‏ قال‏:‏ منفيا ‏{‏مدحورا‏}‏ قال‏:‏ مطرودا‏.‏

وأخرج ابن المنذر وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏مذءوما‏}‏ قال‏:‏ معيبا ‏{‏مدحورا‏}‏ قال‏:‏ منفيا‏.‏

-  الآية ‏(‏20 - 25‏)‏‏.‏

- أخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال‏:‏ نهى الله آدم وحواء أن يأكلا من شجرة واحدة في الجنة، فجاء الشيطان فدخل في جوف الحية، فكلم حواء ووسوس إلى آدم، فقال‏:‏ ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين، فقطعت حواء الشجرة فدميت الشجرة، وسقط عنهما رياشهما الذي كان عليهما، ‏{‏وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة*وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تكلما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين‏}‏، لم أكلتها وقد نهيتك عنها‏؟‏ قال‏:‏ يا رب أطعمتني حواء‏.‏ قال لحواء‏:‏ لم أطعمتيه‏؟‏ قالت‏:‏ أمرتني الحية‏.‏ قال للحية‏:‏ لم أمرتها‏؟‏ قالت‏:‏ أمرني إبليس‏.‏ قال‏:‏ ملعون مدحور، أما أنت يا حواء كما أدميت الشجرة تدمين في كل هلال، وأما أنت يا حية فأقطع قوائمك فتمشين جرا على وجهك، وسيشدخ رأسك من لقيك بالحجر، اهبطوا بعضكم لبعض عدو‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن أبي غنيم سعيد بن حدين الحضرمي قال‏:‏ لما أسكن الله آدم وحواء الجنة خرج آدم يطوف في الجنة، فاغتنم إبليس غيبته فأقبل حتى بلغ المكان الذي فيه حواء، فصفر بقصبة معه صفيرا سمعته حواء، وبينها وبينه سبعون قبة بعضها في جوف بعض، فأشرفت حواء عليه فجعل يصفر صفيرا لم يسمع السامعون بمثله من اللذة والشهوة والسماع حتى ما بقي من حواء عضو مع آخر إلا تخلج، فقالت‏:‏ أنشدك بالله العظيم لما أقصرت عني فإنك قد أهلكتني، فنزع القصبة ثم قلبها فصفر صفيرا آخر، فجاش البكاء والنوح والحزن بشيء لم يسمع السامعون بمثله حتى قطع فؤادها بالحزن والبكاء، فقالت‏:‏ أنشدك بالله العظيم لما أقصرت عني، ففعل فقالت له‏:‏ ما هذا الذي جئت به‏؟‏ أخذتني بأمر الفرح وأخذتني بأمر الحزن‏.‏ قال‏:‏ ذكرت منزلتكما من الجنة وكرامة الله إياكما ففرحت لكما بمكانكما، وذكرت أنكما تخرجان منها فبكيت لكما وحزنت عليكما، ألم يقل لكما ربكما متى تأكلان من هذه الشجرة تموتان وتخرجان منها‏؟‏ انظري إلي يا حواء، فإذا أنا أكلتها فإن أنا مت أو تغير من خلقي شيء فلا تأكلا منها، أقسم لكما بالله إني لكما لمن الناصحين‏.‏ فانطلق إبليس حتى تناول من تلك الشجرة فأكل منها، وجعل يقول‏:‏ يا حواء انظري هل تغير من خلقي شيء هل مت قد أخبرتك ما أخبرتك‏.‏ ثم أدبر منطلقا‏.‏ وأقبل آدم من مكانه الذي كان يطوف به من الجنة فوجدها منكبة على وجهها حزينة، فقال لها آدم‏:‏ ما شأنك‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏‏!‏ قالت‏:‏ أتاني الناصح المشفق قال‏:‏ ويحك‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ لعله إبليس الذي حذرناه الله‏؟‏ قالت‏:‏ يا آدم والله لقد مضى إلى الشجرة فأكل منها وأنا أنظر فما مات ولا تغير من جسده شيء، فلم تزل به تدليه بالغرور حتى مضى آدم وحواء إلى الشجرة، فأهوى آدم بيده إلى الثمرة ليأخذها، فناداه جميع شجر الجنة‏:‏ يا آدم لا تأكلها فإنك إن أكلتها تخرج منها، فعزم آدم على المعصية فأخذ ليتناول الشجرة، فجعلت الشجرة تتطاول ثم جعل يمد يده ليأخذها، فلما وضع يده على الثمرة اشتدت، فلما رأى الله منه العزم على المعصية أخذها وأكل منها، وناول حواء فأكلت، فسقط منها لباس الجمال الذي كان عليها في الجنة، وبدت لهما سوأتهما، وابتدرا يستكنان بورق الجنة يخصفان عليهما من ورق الجنة ويعلم الله ينظر أيهما‏.‏

فأقبل الرب في الجنة فقال‏:‏ يا آدم أين أنت أخرج‏؟‏ قال‏:‏ يا رب أنا ذا أستحي أخرج إليك‏.‏ قال‏:‏ فلعلك أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها‏؟‏ قال‏:‏ يا رب هذه التي جعلتها معي أغوتني‏.‏ قال‏:‏ فمتى تختبئ يا آدم‏؟‏ أولم تعلم أن كل شيء لي يا آدم، وأنه لا يخفى علي شيء في ظلمة ولا في نهار‏؟‏ قال‏:‏ فبعث إليهما ملائكة يدفعان في رقابهما حتى أخرجوهما من الجنة، فأوقفا عريانين وإبليس معهما بين يدي الله، فعند ذلك قضى عليهما وعلى إبليس ما قضى، وعند ذلك أهبط إبليس معهما، وتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، وأهبطوا جميعا‏.‏

وأخرج الحكيم والترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن وهب بن منبه في قوله ‏{‏ليبدي لهما ما ورى عنهما من سوءتهما‏}‏ قال‏:‏ كان على كل واحد منهما نور لا يبصر كل واحد منهما عورة صاحبه، فلما أصابا الخطيئة نزع منهما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال‏:‏ ليهتك لباسهما وكان قد علم أن لهما سوءة لما كان يقرأ من كتب الملائكة، ولم يكن آدم يعلم ذلك، وكان لباسهما الظفر‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ أتاهما إبليس قال‏:‏ ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين تكونا مثله - يعني مثل الله عز وجل - فلم يصدقاه حتى دخل في جوف الحية فكلمهما‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأ ‏(‏إلا أن تكونا ملكين‏)‏ بكسر اللام‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد أنه كان يقرأ ‏(‏إلا أن تكونا ملكين‏)‏ بنصب اللام من الملائكة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله ‏{‏إلا أن تكونا ملكين‏}‏ قال‏:‏ ذكر تفضيل الملائكة فضلوا بالصور، وفضلوا بالأجنحة، وفضلوا بالكرامة‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه قال‏:‏ إن في الجنة شجرة لها غصنان أحدهما تطوف به الملائكة، والآخر قوله ‏{‏ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين‏}‏ يعني من الملائكة الذين يطوفون بذلك الغصن‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس‏.‏ أنه كان يقرأ هذه الآية ‏{‏ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين‏}‏ فإن أخطأكما أن تكونا ملكين لم يخطئكما أن تكونا خالدين، فلا تموتان فيها أبدا ‏{‏وقاسمهما‏}‏ قال‏:‏ حلف لهما ‏{‏إني لكما لمن الناصحين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏أو تكونا من الخالدين‏}‏ يقول‏:‏ لا تموتون أبدا‏.‏ وفي قوله ‏{‏وقاسمهما‏}‏ قال‏:‏ حلف لهما بالله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ‏{‏وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين‏}‏ قال‏:‏ حلف لهما بالله حتى خدعهما وقد يخدع المؤمن بالله‏.‏ قال لهما‏:‏ إني خلقت قبلكما وأعلم منكما فاتبعاني أرشدكما قال قتادة‏:‏ وكان بعض أهل العلم يقول‏:‏ من خادعنا بالله خدعنا‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس قال‏:‏ في بعض القراءة ‏(‏وقاسمهما بالله إني لكما لمن الناصحين‏)‏‏.‏ وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله ‏{‏فدلاهما بغرور‏}‏ قال‏:‏ مناهما بغرور‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{‏فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما‏}‏ وكانا قبل ذلك لا يريانها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عكرمة قال‏:‏ لباس كل دابة منها ولباس الإنسان الظفر، فأدركت آدم التوبة عند ظفره‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس قال‏:‏ كان لباس آدم وحواء كالظفر، فلما أكلا من الشجرة لم يبق عليهما إلا مثل الظفر ‏{‏وطفقا يخصفان من ورق الجنة‏}‏ قال‏:‏ ينزعان ورق التين فيجعلانه على سوءاتهما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ لما أسكن الله آدم الجنة كساه سربالا من الظفر، فلما أصاب الخطيئة سلبه السربال فبقي في أطراف أصابعه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال‏:‏ كان لباس آدم الظفر بمنزلة الريش على الطير، فلما عصي سقط عنه لباسه وتركت الأظفار زينة ومنافع‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال‏:‏ كان لباس آدم في الجنة الياقوت فلما عصى تقلص فصار الظفر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال‏:‏ كان آدم طوله ستون ذراعا، فكساه الله هذا الجلد وأعانه بالظفر يحتك به‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏وطفقا يخصفان‏}‏ قال‏:‏ يرقعان كهيئة الثوب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏وطفقا يخصفان عليهما‏}‏ قال‏:‏ أقبلا يغطيان عليهما‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏يخصفان عليهما من ورق الجنة‏}‏ قال‏:‏ يوصلان عليهما من ورق الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله ‏{‏وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة‏}‏ قال‏:‏ يأخذان ما يواريان به عورتهما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي ‏{‏وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة‏}‏ قال آدم‏:‏ رب إنه خلف لي بك، ولم أكن أظن أن أحدا من خلقك يحلف بك إلا صادقا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏قالا‏}‏ قال‏:‏ آدم وحواء ‏{‏ربنا ظلمنا أنفسنا‏}‏ يعني ذنبا أذنبناه فغفره لهما‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ‏{‏قالا ربنا ظلمنا أنفسنا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هي الكلمات التي تلقى آدم من ربه

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن قتادة قال‏:‏ إن المؤمن ليستحي ربه من الذنب إذا وقع به، ثم يعلم بحمد الله أين المخرج يعلم أن المخرج في الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل، فلا يحتشمن رجل من التوبة، فإنه لولا التوبة لم يخلص أحدا من عباد الله، وبالتوبة أدرك الله أباكم الرئيس في الخير من الذنب حين وقع به‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن كريب قال‏:‏ دعاني ابن عباس فقال‏:‏ اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله إلى فلان حبر تيما حدثني عن قوله ‏{‏ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين‏}‏ فقال‏:‏ هو مستقره فوق الأرض، ومستقره في الرحم، ومستقره تحت الأرض، ومستقره حيث يصير إلى الجنة أو إلى النار‏.‏

-  الآية ‏(‏26 - 27‏)‏‏.‏

- أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم‏}‏ قال‏:‏ كان أناس من العرب يطوفون بالبيت عراة فلا يلبس أحدهم ثوبا طاف فيه ‏{‏ورياشا‏}‏ قال‏:‏ المال‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله ‏{‏قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم‏}‏ قال‏:‏ نزلت في الحمس من قريش، ومن كان يأخذ مأخذها من قبائل العرب الأنصار‏.‏ الأوس، والخزرج، وخزاعه، وثقيف، وبني عامر بن صعصعة، وبطون كنانة بن بكر كانوا لا يأكلون اللحم، ولا يأتون البيوت إلا من أدبارها، ولا يضطربون وبرا ولا شعرا، إنما يضطربون الادم ويلبسون صبيانهم الرهاط، وكانوا يطوفون عراة إلا قريشا، فإذا قدموا طرحوا ثيابهم التي قدموا فيها، وقالوا‏:‏ هذه ثيابنا التي تطهرنا إلى ربنا فيها من الذنوب والخطايا، ثم قالوا لقريش‏:‏ من يعيرنا مئزرا‏؟‏ فإن لم يجدوا طافوا عراة، فإذا فرغوا من طوافهم أخذوا ثيابهم التي كانوا وضعوا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير في قوله ‏{‏لباسا يواري سوءاتكم‏}‏ قال‏:‏ الثياب ‏{‏ورياشا‏}‏ قال‏:‏ المال ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ خشية الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي في قوله ‏{‏لباسا يواري سوءاتكم‏}‏ قال‏:‏ لباس العامة ‏{‏وريشا‏}‏ قال‏:‏ لباس الزينة ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ الإسلام‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله ‏{‏وريشا‏}‏ قال‏:‏ المال واللباس والعيش والنعيم‏.‏ وفي قوله ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ الإيمان والعمل الصالح ‏{‏ذلك خير‏}‏ قال‏:‏ الإيمان والعمل خير من الريش واللباس‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏ورياشا‏}‏ يقول‏:‏ مالا‏.‏

وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبا جديدا قال ‏"‏الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال‏:‏ الرياش‏:‏ الجمال‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس‏.‏ أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل ‏{‏وريشا‏}‏ قال‏:‏ الرياش‏:‏ المال قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول‏:‏

فرشني بخير طال ما قد بريتني * وخير الموالي من يريش ولا يبري

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏لباسا يواري سوءاتكم وريشا‏}‏ قال‏:‏ هو اللباس ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ هو الإيمان، وقد أنزل الله اللباس، ثم قال‏:‏ خير اللباس التقوى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد‏.‏ أنه قرأها ‏(‏وريشا ولباس التقوى‏)‏ بالرفع‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏(‏وريشا‏)‏ بغير ألف ‏(‏ولباس التقوى‏)‏ بالرفع‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عثمان ‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ‏{‏ورياشا‏}‏ ولم يقل‏:‏ وريشا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن زر بن حبيش‏.‏ أنه قرأها ‏(‏ورياشا‏)‏‏.‏

وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن معبد الجهني في قوله ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ هو الحياء، ألم تر أن الله قال ‏{‏يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى‏}‏ فاللباس الذي يواري سوءاتكم‏:‏ هو لبوسكم، والرياش المعاش، ولباس التقوى‏:‏ الحياء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ يتقي الله فيواري عورته، ذاك لباس التقوى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ ما يلبس المتقون يوم القيامة ‏{‏ذلك خير‏}‏ من لباس أهل الدنيا‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في قوله ‏{‏ولباس التقوى ذلك خير‏}‏ قال‏:‏ ما يلبس المتقون يوم القيامة خير مما يلبس أهل الدنيا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ السمت الحسن في الوجه‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ما من عبد عمل خيرا أو شرا إلا كسى رداء عمله حتى يعرفوه، وتصديق ذلك في كتاب الله ‏{‏ولباس التقوى ذلك خير‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال‏:‏ رأيت عثمان على المنبر قال‏:‏ يا أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏والذي نفس محمد بيده ما عمل أحد عملا قط سرا إلا ألبسه الله رداءه علانية إن خيرا فخير وإن شرا فشر‏"‏ ثم تلا هذه الآية ‏{‏ورياشا‏}‏ ولم يقل وريشا ‏{‏ولباس التقوى ذلك خير‏}‏ قال‏:‏ السمت الحسن‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ‏{‏لباسا يواري سوءاتكم‏}‏ قال‏:‏ هي الثياب ‏{‏ورياشا‏}‏ قال‏:‏ المال ‏{‏ولباس التقوى‏}‏ قال‏:‏ الإيمان ‏{‏ذلك خير‏}‏ يقول‏:‏ ذلك خير من الرياش واللباس يواري سوءاتكم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ‏{‏ينزع عنهما لباسهما‏}‏ قال‏:‏ التقوى‏.‏ وفي قوله ‏{‏إنه يراكم هو وقبيله‏}‏ قال‏:‏ الجن والشياطين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن منبه ‏{‏ينزع عنهما لباسهما‏}‏ قال‏:‏ النور‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ‏{‏وقبيله‏}‏ قال‏:‏ نسله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة ‏{‏إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم‏}‏ قال‏:‏ والله إن عدوا يراك من حيث لا تراه لشديد المؤنة إلا من عصم الله‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال‏:‏ سأل أن يرى ولا يرى، وأن يخرج من تحت الثرى، وأنه متى شاب عاد فتى فأجيب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن مطرف‏.‏ أنه كان يقول‏:‏ لو أن رجلا رأى صيدا والصيد لا يراه فختله ألم يوشك أن يأخذه‏؟‏ قالوا‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فإن الشيطان يرانا ونحن لا نراه، وهو يصيب منا‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال‏:‏ أيما رجل منكم تخيل له الشيطان حتى يراه فلا يصدن عنه، وليمض قدما فإنهم منكم أشد فرقا منكم منهم، فإنه إن صد عنه ركبه وإن مضى هرب منه‏.‏ قال مجاهد‏:‏ فأنا ابتليت به حتى رأيته، فذكرت قول ابن عباس، فمضيت قدما فهرب‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن نعيم بن عمر قال‏:‏ الجن لا يرون الشياطين بمنزلة الإنس‏.‏

-  الآية ‏(‏28‏)‏‏.‏

- أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ‏{‏وإذا فعلوا قالوا‏:‏ وجدنا عليه آباءنا‏}‏ قال‏:‏ كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهوا عن ذلك‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وإذا فعلوا فاحشة‏}‏ قال‏:‏ فاحشتهم أنهم كانوا يطوفون حول البيت عراة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏وإذا فعلوا فاحشة‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ كان قبيلة من العرب من أهل اليمن يطوفون بالبيت عراة، فإذا قيل لهم لم تفعلون ذلك‏؟‏ قالوا‏:‏ وجدنا عليها آباءنا وأمرنا الله بها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ كان المشركون الرجال يطوفون بالبيت بالنهار عراة والنساء بالليل عراة، ويقولون‏:‏ إنا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، فلما جاء الإسلام وأخلاقه الكريمة نهوا عن ذلك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال‏:‏ والله ما أكرم الله عبدا قط على معصيته ولا رضيها له ولا أمر بها، ولكن رضي لكم بطاعته ونهاكم عن معصيته‏.‏